الاثنين، 22 أبريل 2013

عائد من سوريا، زهير لطيف يتحدث لحقائق أون لاين: تونسيون ذهبوا للجهاد فكان مصيرهم السجن والقمل والجرب!

قلة هم صحفيو الميدان في تونس: زهير لطيف أحدهم. عاد للتو من سوريا حيث قضى 17 يوما . التقته حقائق اون لاين فتحدث عن مأساة التونسيين الذين التحقوا للقتال في سوريا والذين وقعوا في قبضة الجيش العربي السوري.

في مكان ما من دمشق تعهد زهير لطيف للسلطات السورية ،وبمنطلق السر المهني، ان لا يكشف عنه. التقى الصحفي التونسي عشرات من التونسيين في مركز اعتقال جمع فيه المقاتلون العرب في غرف كل حسب جنسيته وبلده.
كان التونسيون والليبيون غالبية في مركز الاعتقال. جمع التونسيون في غرفة واحدة كبيرة. كانت حالتهم رثة . يقول لطيف : “كانوا محشورين في غرف وقد لفهم الاهمال والنسيان” ويضيف “الاشخاص الذي جلبوا لي للحديث معهم في مكتب مجانب للغرف التي اعتقلوا فيها لا يظهر للوهلة الاولى انهم تعرضوا للتعذيب ولكنهم كانوا شبه هياكل بشرية،لقد غزاهم القمل والجرب وكانوا من حين الى اخر يفركون اطرافهم واجسادهم ،شعرت ان البعض منهم غائب تماما عن الوعي او هو في عداد فاقدي العقل ” .
عن معنوياتهم يقول لطيف “كانوا كمن استسلم لقدره ولا امل لهم في الخروج من هذا النفق المظلم و يعتقدون ان الموت ينتظرهم عند باب الزنازين” ويضيف “اغلبهم يائسون من امكانية نجاة وموقنون ان مصيرهم سيكون القتل من قبل السلطات السورية التي قبضت عليهم اما في عمليات عسكرية او في طريقهم الى اراضي القتال قادمين من تركيا”. ” فقط الحديث عن امهاتهم وازواجهم بالنسبة للبعض جعلهم يحنون الى الوطن ” يضيف لطيف.
عن اعداد التونسيين يقول لطيف انهم بالمئات اما الذين تسنى له لقاؤهم فهم بضع عشرات كأمثلة. تمكن الصحفي التونسي من اقناع السلطات السورية بتصويرهم وكشف حقيقة ما يعتبره “الخديعة الكبرى التي تعرضوا لها”. كان معظمهم حديثي عهد بالتدين ومن قبض عليه تيقن انه لا منجى ولا ملجأ له الا مزيد من التطرف الديني في المعتقل . كانوا حطام بشر. يكشف لطيف ان غالبيتهم كان مقتنعا بما بعتبره جهادا في سوريا جهز له قبل سفره بتدريبات في ليبيا وحتى في مناطق جبلية في تونس.
يتحدث زهير لطيف عن المساجد والائمة الذين دفعوا هؤلاء الشباب الى المحرقة السورية فيقول ان الشباب الذين التقاهم اسروا له باسماء ائمة ومساجد بالاسم وفي مناطق معينة كانت بمثابة نقطة الانطلاق لهم لما يعتبرونه ” جهادا في سبيل الله”.

أمام هذه المأساة التي شاهدها زهير لطيف لتونسيين وبصرف النظر عن اختلافنا مع ما يعتقدون تحرك الوازع الانساني من اجل محاولة انقاذهم والاتصال بالمجتمع المدني في تونس وسوريا من اجل القيام بدور الوسيط مع السلطات السورية من اجل اقناعها في مرحلة اولى بضرورة اطلاق سراح الذين لم يتورطوا في اعمال قتل كدفعة اولى ثم النظر في حالة الذين قبض عليهم وهم بصدد القيام بعمليات عسكرية.
“مما لا شك فيه ان الامر ليس سهلا ويتطلب تحركا من كافة فعاليات المجتمع المدني التونسي من اجل انقاذ ابنائنا ”يقول لطيف، في غياب اي دور للدولة بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري وغلق السفارتين في دمشق وتونس، هذا الغلق الذي عقد الوضعية اكثر لا بالنسبة للتونسيين الذين قبض عليهم فقط بل لالاف من التونسيين المقيمين في سوريا و الذين تزوج اغلبهم بسوريات.
بعد غلق السفارة التونسية في دمشق تحول العشرات من التونسيين من الطلبة ومن العملة الى مقيمين بدون وثائق ذلك ان السفارة التونسية اعطت انذاك مهلة اربعة ايام للتونسيين المقيمين هناك للمغادرة وهي عملية شبه مستحيلة بالنسبة للمئات منهم ممن تزوجوا بسوريات ولكنهم لا يحملون الجنسية السورية بالنظر الى قوانين البلد التي تمنع ذلك.
من نقطة المصنع على الحدود السورية اللبنانية غادر زهير لطيف الاراضي السورية ممنيا النفس بالعودة في بعثة كبيرة لفاعليات المجتمع المدني من اجل انقاذ من يجب انقاذهم من التونسيين الذين غرر بهم واولئك العالقين هناك بسبب قرارات اعتباطية لحكومة لم تضع في الاعتبار ما يمكن ان ينجر عن قطع كل وسائل الاتصال بجالية باكملها وباخرين لم يعد لهم ما يخسرون ولا يرون من وراء قضبان زنازينهم الا اخيلة الوطن و روائح البارود والموت والانكسار.
__________________________________________________________________
ملاحظة :تبث قناة التونسية ضمن برنامج في الصميم التحقيق الكامل لزهير لطيف في سوريا ليلة الثلاثاء 23 أفريل 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق