إنني أصبحت أعتقد أمام ما أرى وأسمع من أحداث غريبة عجيبة وتصرفات لا أعرف كيف أصفها أننا نعيش عصر الجنون بأتم معنى
الكلمة. إن الجنون يحاصرنا..
يلاحقنا..
يستفزنا..
فليس أمامك أو خلفك غير الجنون.. والمجانين..
ومن كثرة ما يحاصرك الجنون فإنك أنت نفسك أصبحت خائفا من العدوى.. فقد تكتشف ذات ساعة أنك فقدت عقلك وانضممت دون شعور
أو رغبة أو اختيار إلى قوافل المجانين الذين أصبحوا هم الذين يقولون.. ويفعلون.. ويقررون.. ويؤثرون.. ويحددون.. ويأمرون..
ودليلي على ذلك هي هذه الفتاوى التي تلاحق الناس وتدعوهم إلى الالتزام بها.. والعمل بما تحدده وإلا فإنهم كفرة وفجرة وخرجوا عن الدين والملّة..
لقد قرأت فتوى «أمّ أنس» عن الكرسي وما يفعله في المرأة عندما تجلس من (عمايل) فاحتقرت نفسي وتمنيت لو أن الأرض ابتلعتني..
إن «أم أنس» تزعم في فتواها أن جلوس المرأة على الكرسي الذي اخترعه الغرب الكافر رذيلة وزنا وعلى المرأة أن لا تجلس إلا فوق
الأرض إذا أرادت أن تكون امرأة مؤمنة وصالحة وتحمي نفسها من الوقوع في الرذيلة والذنوب..
وإليكم ما تقوله أمّ أنس بالحرف والنصّ في فتواها ثم احكموا وحدكم: هل نحن في زمن الجنون أم في زمن العقل؟!..
تقول فتوى «أمّ أنس»:
«الأمر جلل يا أمة الإسلام!.. فكيف نرضى بالغرب ونعجب بهم وهم العدو؟!. وما يجلبه الكرسي أو الأريكة من راحة تجعل الجالس
يسترخي وتجعل المرأة تفتح رجليها وفي هذا مدعاة للفتنة والتبرج.. فالمرأة بهذا العمل تمكن نفسها من الرجل ليمارس معها الرذيلة..
وقد يكون الرجل من الجن أو الإنس.. والغالب أن الجن يمارسون الرذيلة مع النساء وهنّ على الكراسي.. وكم من مرة شعرت المرأة
بالهيجان والشبق الجنسي المحرم وذلك بعد جلوسها على الكرسي.. ولكم من مرة وجدت المرأة آثار الممارسة الجنسية.. كما خبرت
وكما حدثتني بذلك بعض الصالحات التائبات من الجلوس على الكراسي ، لذلك فالجلوس على الكرسي رذيلة و زنا لا شبهة فيه. إن
الجلوس على الأرض يذكّر المسلم بخالق الأرض وهو الله جلّ جلاله.. وهذا يزيد في التعبد والتهجد والإقرار بعظمته سبحانه»..
ذلك ما جاء في هذه الفتوى الغريبة العجيبة التي نزلت عليّ نزول الصاعقة.. فصدمتني.. ودوّختني.. ودفعتني دفعا إلى الشك في نفسي..
وفي عقلي.. وحتى في انتمائي..
نعم.. حتى في انتمائي الذي هو عزّي ورأسمالي وعنوان وجودي!!!..
فهل يعقل أن تستمر حالة الانفلات الفكري والثقافي والحضاري بهذا الشكل المفزع المريع؟..
إلى أين نحن سائرون بهذه الأفكار والتوجهات والفتاوى.. وهذا العبث الذي أسقطنا في حفرة لا قاع لها؟..
إلى أين؟..
ألا يكفينا ما نعاني من تخلف عقلي وفقر على كل المستويات بما في ذلك الفقر الثقافي وجهل مريع فظيع حتى يضيفوا إلينا كميات أخرى
من الأفكار التي تشدنا إلى الخلف (وتزيد على ما بينا)؟!..
إنني مصدوم.. مصدوم!!!.. ولا حول ولا قوّة إلا بالله..
لقراءة الخبر من مصدره : من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق